قمة العشرين- قلق إزاء نووي إيران  و "معالجة التحدي الوجودي المتعلق بتغير المناخ"

قمة العشرين- قلق إزاء نووي إيران  و "معالجة التحدي الوجودي المتعلق بتغير المناخ"

  • قمة العشرين- قلق إزاء نووي إيران  و "معالجة التحدي الوجودي المتعلق بتغير المناخ"

اخرى قبل 3 سنة

قمة العشرين- قلق إزاء نووي إيران  و "معالجة التحدي الوجودي المتعلق بتغير المناخ"

المحامي علي ابوحبله

أعربت دول كبرى في مجموعة العشرين عن قلقها إزاء نشاطات إيران النووية، داعية طهران إلى العودة للمحادثات. وشهد اليوم الأول من القمة توافقاً على إصلاح ضريبي، فيما سيشهد اليوم الثاني اجتماعاً أمريكياً تركياً على هامش القمة. وأعربت المستشارة أنغيلا ميركل عن قلقها بشأن توسيع البرنامج النووي الإيراني. وقالت المستشارة المنتهية مدة ولايتها مساء السبت (30 تشرين الأول/أكتوبر 2021) بعد مشاورات مشتركة على هامش قمة العشرين، أجرتها مع كل من رئيس الولايات المتحدة جو بايدن والرئيس الفرنسي  إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في روما: "نحن بالطبع نعتمد على عودة إيران إلى طاولة المفاوضات"وأضافت ميركل أن الوقت يمر "والتخصيب مستمر في إيران، وهذا يقلقنا كثيراً"، وأوضحت أنه لهذا السبب حان الوقت "للحديث عما يمكن فعله لمنع إيران من التسلح بأسلحة نووية".

وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس في روما "لا يزال الطريق أمامنا طويلا على صعيد كل أهدافنا المناخية وعلينا أن نحث الخطى. لم يفت الأوان لكن علينا التحرك الآن". وسبق لغوتيريس أن دق ناقوس الخطر مرات عدة محذرا من "كارثة مناخية" في المستقبل ومشددا على "المسؤولية الخاصة" التي تتحملها دول مجموعة العشرين التي تمثل الجزء الأكبر من الانبعاثات العالمية لغازات الدفيئة. وأكد "لا يزال بإمكاننا أن نضع الأمور على السكة الصحيحة واجتماع مجموعة العشرين هذا فرصة للقيام بذلك".

وفي بيان مشترك دعت ميركل بالإضافة إلى بايدن وماكرون وجونسون إيران إلى العودة إلى اتفاق فيينا النووي في أقرب وقت ممكن. وأضاف البيان الذي صدر عقب اجتماع الزعماء الأربعة على هامش قمة مجموعة العشرين: "نحث الرئيس (إبراهيم) رئيسي على اغتنام هذه الفرصة والعمل بنية صادقة حتى يمكن الوصول بالمفاوضات إلى نتيجة عاجلة. إنها الطريقة الآمنة الوحيدة لتجنب تصعيد خطير لن يكون في مصلحة أي دولة". وقال كبير المفاوضين النووين الإيرانيين يوم الأربعاء إن المحادثات مع ست دول كبرى سوف تُستأنف نهاية تشرين الثاني/نوفمبر.

وتوقفت المحادثات، التي كانت جارية منذ نيسان/أبريل الماضي لإعادة الاتفاق النووي الموقع في 2015، بعد الانتخابات الرئاسية الإيرانية في حزيران/يونيو الماضي والتغيير اللاحق للحكومة بعدها. وتأتي هذه المحادثات على خلفية خروج الولايات المتحدة من الاتفاق من جانب واحد عام 2018 واعتمادها عقوبات جديدة ضد إيران وذلك في ظل إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.

وقد استأثرت جائحة كورونا اهتمام  قمة مجموعة العشرين للدول الصناعية الكبرى بالإضافة إلى بحث القيام بتحرك فى مجال المناخ قبل مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي (كوب 26).وحث رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجي، في كلمته الافتتاحية، على تعاون دولي أكبر بشأن القضايا الملحة فيما تأخذ الحمائية والقومية في الصعود حتى قبل الجائحة. وقال "تعددية الأطراف هي أفضل حل للمشاكل التي نواجهها اليوم". وأكد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في الطائرة التي تقله إلى العاصمة الإيطالية "لن نوقف الاحترار المناخي في روما أو خلال اجتماع كوب26. جل ما يمكننا أن نأمل به هو إبطاء ارتفاع الحرارة".

وعلى هذا الصعيد، إلى أي حد يمكن أن يبلغ التزام قادة الاقتصاديات الكبرى بالتخلي عن الفحم؟ وجدد جونسون التأكيد على "القدرة على التخلي عن الفحم" خلال اتصال هاتفي الجمعة مع الزعيم الصيني شي جينبيغ الذي لن يشارك على غرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حضوريا في قمة مجموعة العشرين بل عبر تقنية الفيديو. وأبدت بكين بعض المرونة في موقفها واعدة في أيلول/سبتمبر بوقف بناء محطات طاقة تعمل بالفحم الحجري في الخارج. إلا أن الصين ومعها الكثير من الدول الناشئة، تعتمد بشكل كبير على مصدر الطاقة الأحفوري هذا الذي تنجم عنه انبعاثات عالية جدا من ثاني أكسيد الكربون، لتشغيل محطاتها الكهربائية في ظل أزمة الطاقة العالمية الحالية.

وفرض النقص المتكرر في السلع والمواد في سلسلة الإمدادات العالمية الذي يهدد بالتأثير سلبا على وتيرة الانتعاش الاقتصادي، نفسه على جدول أعمال اجتماعات روما التي ستتناول أيضا دين أفقر دول العالم والجهود الهادفة إلى تلقيح السكان لمكافحة جائحة كوفيد-19.

وسيتوجه قادة الدول والحكومات إلى غلاسكو فور انتهاء قمة مجموعة العشرين الأحد في روما. إلا أن قدرتهم على الاتفاق خلال هذين اليومين بشأن تعهدات قوية على صعيد المناخ ليست مضمونة.

وقمة العشرين في بيانها الختامي "نلتزم بمعالجة التحدي الوجودي المتعلق بتغير المناخ". وتعد القمة تمهيداً مهماً لقمة المناخ التي تعقدها الأمم المتحدة الأسبوع المقبل في اسكتلندا. ومن المعروف أن الولايات المتحدة والصين تنتجان معاً أكثر من نصف غازات الاحتباس الحراري في العالم، وقد يكون التعاون بين القوتين الاقتصاديتين حاسمًا لنجاح مؤتمر المناخ العالمي.

لكن هناك عصراً جليدياً بين واشنطن وبكين قد يعرقل جهود مكافحة تغير المناخ، لذلك يولي علماء البيئة والخبراء اهتمامًا خاصًا بالعلاقة بين البلدين قبل قمة المناخ في غلاسكو باسكتلندا.

و مجموعة العشرين هي منتدى للتعاون الاقتصادي والمالي بين هذه الدول وجهات ومنظمات دولية تلعب دورا محوريا في الاقتصاد والتجارة في العالم وتجتمع سنويا في إحدى الدول الأعضاء فيها ،وكان وزراء المالية ورؤساء البنوك المركزية في الدول الأعضاء في مجموعة السبعة الكبار قد قرروا في قمة المجموعة عام 1999 توسيع المجموعة وضم نظرائهم في دول مجموعة العشرين.

وجاء القرار حين ساد الاضطراب أسواق المال العالمية بسبب الأزمة الآسيوية في ذلك العالم. لكن في أعقاب الازمة المالية العالمية عام 2008 تم رفع مستوى المشاركة في اجتماعات قمة مجموعة العشرين إلى مستوى الرؤساء.

وتشمل الاتحاد الأوروبي، الأرجنتين، أستراليا، البرازيل، كندا، الصين، فرنسا، ألمانيا، الهند، وإندونيسيا، إيطاليا، اليابان، المكسيك، روسيا، السعودية، جنوب أفريقيا، كوريا الجنوبية، تركيا، بريطانيا، الولايات المتحدة ، وتتناوب الدول الأعضاء على رئاسة مجموعة العشرين كل عام، وتؤدي دولة الرئاسة دورا قياديا في إعداد برنامج الرئاسة وفي تنظيم قمّة القادة التي يحضرها قادة الدول أو الحكومات.

 

 

 

 

 

التعليقات على خبر: قمة العشرين- قلق إزاء نووي إيران  و "معالجة التحدي الوجودي المتعلق بتغير المناخ"

حمل التطبيق الأن